جار التحميل

قمة المناخ والإنسان البسيط: هل من حل فعلي؟

svgأبريل 2, 2025تدويناتي

بمناسبة قمة المناخ السادسة والعشرون التي عقدت في غلاسكو، وبعد فشل تنفيذ أي من أهداف القمم السابقة، وتصاعد صياح ناشطي المناخ، وسعي الدول لوضع التزامات تبدو شبيهة بمخططاتنا في بداية الحميات الغذائية التي نعرف مصيرها، أود أن أبدأ بالتأكيد أنني لست ساخرًا ولا معارضًا لهذه القمم أو ناشطي المناخ. كل ما في الأمر أنني إنسان بسيط، سرحت في خيالي قليلًا وتساءلت: كيف يمكنني، كفرد، أن أساهم في الحفاظ على مناخ الأرض؟

التحديات التي تواجهنا

من شقتي المتواضعة التي ساهمت في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من مئة مليون نسمة، كلنا نساهم في هذه الجريمة بشكل أو بآخر. الحلول المتاحة أمامنا كأفراد تبدو إما صعبة التحقيق أو مكلفة جدًا بالنسبة لإنسان عادي. ولنفهم مدى تعقيد مشكلة المناخ، علينا أن نرى أنها مزيج من عوامل متعددة، مثل زيادة عدد السكان، النشاط الاقتصادي والصناعي المتزايد، سعي الدول الغنية لزيادة ثرواتها، ومحاولة الدول النامية للوصول إلى مستوى حياة أفضل، بالإضافة إلى الدراما السياسية التي تساهم في تفاقم الوضع.

مشكلة الانبعاثات وزيادة التكاثر البشري

من البديهي أن زيادة عدد البشر تؤدي إلى زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. السبب واضح: توسع المناطق السكنية، زيادة استهلاك الوقود الأحفوري، وزيادة الطلب على المنتجات الاستهلاكية. ولكن، في الوقت نفسه، نجد أنفسنا في مواجهة مشكلة أكبر كمجتمع. على سبيل المثال، الشركات تقدم لنا هواتف ذكية لا يتعدى عمرها الافتراضي ثلاث أو أربع سنوات، والأسعار المرتفعة للسيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة، أو حتى الأدوات المنزلية التي توفر الطاقة، تجعلنا مجبرين على شراء هواتف جديدة بين فترة وأخرى واستخدام وسائل النقل التي تعتمد على الوقود الأحفوري، لأن هذه الخيارات ببساطة أكثر توافقًا مع قدرتنا المالية.

العودة لما قبل الثورة الصناعية

مما لا شك فيه أن الوضع الذي نعيشه اليوم هو ثمن ما وصلنا إليه. ولعل الحل الوحيد للحفاظ على المناخ قد يكمن في العودة إلى ما قبل الثورة الصناعية. فمذ طرحت قضية تغير المناخ لأول مرة، لم تُطرح أي حلول قابلة للتطبيق، ويبدو أن جميع أفعال القادة والرواد حول العالم تتناقض مع أقوالهم، وما نشاهده من تزايد في سياحة الفضاء هو خير دليل على ذلك.

مواجهة التحديات المحلية

عندما حاولت أن أبحث عن حلول لمشكلة تغير المناخ بعيدًا عن بقية مشاكل الأرض، شعرت بصعوبة كبيرة. فكيف لنا أن نعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلاد ملأتها الحروب وانعدمت فيها الأمن، أو في بلاد تواجه المجاعات والأمراض؟ هل من المنطقي أن ننتظر من عائلة لا تستطيع توفير أدنى مقومات الحياة لأطفالها اليوم أن تهتم بتغير المناخ الذي قد يهدد كوكب الأرض بعد مئات السنين؟ هل هذا التحدي من أولوياتهم؟

الخلاصة

قد تكون هذه هي سنة الكون، وأن تغير المناخ قد يكون واحدًا من الأسباب التي تقودنا إلى النهاية. ورغم هذه الصعوبات، يبقى من المهم أن نتذكر أننا بحاجة إلى حلول حقيقية وعملية، على الرغم من التعقيدات، وأن نتساءل دومًا: كيف يمكن لكل فرد منا أن يساهم في الحفاظ على الأرض، حتى ولو بشكل صغير؟

svg

ما رأيك؟

إظهار التعليقات / اترك تعليقًا

اترك رداً

svg
تنقل سريع
  • 01

    قمة المناخ والإنسان البسيط: هل من حل فعلي؟