5 دروس ملهمة من حياة مايكل جوردن: كيف يمكننا تطبيقها في حياتنا؟
انتهيت للتو من مشاهدة السلسلة الوثائقية “The Last Dance” التي تروي مسيرة لاعب كرة السلة الأسطوري مايكل جوردن. كانت السلسلة واحدة من أكثر التجارب إلهامًا خلال فترة الحجر الصحي، حيث أحسست بمزيج من الحماس، الدهشة، الاحترام، والحنين بعد كل حلقة. هناك الكثير من المشاعر التي عشتها أثناء متابعتي للسلسلة، ولذلك قررت أن أشارك معك في هذه التدوينة خمس دروس ملهمة من حياة مايكل جوردن والتي يمكن أن تنطبق على حياتنا العملية.
١) ضخ المشاعر في الأداء
أكثر ما لفت انتباهي في جوردن هو كيف كان يحول مشاعره، سواء كانت غضبًا، حزنًا، استياء أو حتى حب، إلى وقود يدفعه للأداء بشكل استثنائي. في كل مرة كان يشعر بها بشيء سلبي، كان يسخر هذه المشاعر للطاقة الإيجابية خلال المباريات أو التدريبات. هذه الفكرة جعلتني أفكر في كيفية الاستفادة من مشاعري الشخصية في العمل اليومي. على سبيل المثال، عندما أكون غاضبة أو محبطة، يمكنني تحويل هذه المشاعر إلى دافع للكتابة أو إنجاز المهام التي أمامي.
٢) صغائر الأمور كدوافع للأمور الكبيرة
لاحظت في السلسلة أن جوردن كان في كثير من الأحيان يحول أمورًا بسيطة، ربما تافهة، إلى دافع قوي لتحقيق أهداف أكبر. أحد أصدقائه قال له تعليقًا ساخرًا أو لم يسلم عليه، فيأخذ هذا الموقف على محمل الجد ويحول هذا الأمر البسيط إلى دافع قوي. هذه القدرة على استغلال التفاصيل الصغيرة في حياتنا كمحفزات لأهدافنا الكبرى، يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للإلهام. أعتقد أن العديد من الدوافع الحقيقية لا تأتي من أحداث ضخمة، بل من التفاصيل اليومية التي نغفل عنها.
٣) المقاتلة لآخر نفس
أحد أبرز المشاهد التي أثرت فيّ كانت عندما لعب جوردن وهو في أسوأ حالاته الصحية، مثل مباراة نهائي 1997 بعد تعرضه للتسمم بالطعام. جسده كان منهكًا، لكنه استمر في اللعب بكل ما أوتي من طاقة. تلك الإرادة التي كانت تدفعه، لم تكن موجودة فقط في جوردن، بل في الفريق بأسره، مثل سكوتي بيبن الذي كان يعالج ظهره بعد كل 10 دقائق من اللعب. هذه الروح القتالية التي لا تستسلم، هي مصدر إلهام كبير لنا. الإنسان يستطيع أن يحقق الكثير إذا ما امتلك الإرادة والتصميم، حتى عندما تكون الظروف ضده.
٤) خوض كل مباراة وكأنها الأخيرة
“كل مباراة هي المباراة الأخيرة” كان شعارًا لزملاء جوردن في السلسلة. وهذا يفسر جزءًا من قوته في اللعب؛ كان يدخل كل مباراة بعقلية أنه قد لا يلعب مرة أخرى. هذه النظرة تجعل الإنسان يعطي كل ما لديه في أي مهمة أو مشروع. إذا تبنينا هذه الفلسفة في حياتنا اليومية، وأخذنا كل يوم وكأنه آخر يوم لنا، فسنعيش بتكريس وتركيز أكبر في ما نقوم به، سواء كان في العمل أو مع أحبائنا.
٥) الحضور وعيش اللحظة
في تعليق رائع لأحد زملاء جوردن، تم وصفه بأنه “كان دائمًا حاضرًا”. جوردن كان يتعامل مع كل لحظة على حدة، وكان يمتلك قدرة غير عادية على أن يكون حاضرًا بالكامل. في حياته المهنية، لم يكن يتأثر بالماضي أو الخوف من المستقبل. هذه القدرة على أن تكون في الوقت الحاضر، هي موهبة حقيقية. كما قال جوردن نفسه: «لماذا علي القلق بشأن رمية لم أسددها بعد؟»، وهو ما يعكس فكرة تركيزه الكامل في اللحظة الحالية. نحن جميعًا بحاجة لتطبيق هذا المبدأ في حياتنا. التركيز على اللحظة الحالية هو ما يساعدنا على تحسين أدائنا والتمتع بما نقوم به.
رغم أن هناك العديد من العوامل التي جعلت من جوردن أسطورة في كرة السلة، مثل تنافسيته الشديدة، تركيزه على الفوز، وظروف نشأته، إلا أن هذه النقاط الخمسة كانت الأكثر إلهامًا بالنسبة لي من خلال السلسلة الوثائقية. إذا تبنينا هذه المبادئ، يمكننا أن نحقق أداءً استثنائيًا في حياتنا الشخصية والمهنية. لنبدأ بتطبيق هذه الدروس ونحاول أن نكون “كتّابًا جوردانيين” في مجالات حياتنا المختلفة.
ملاحظة جانبية: بعيدًا عن قصة مايكل جوردن، كان أيضًا من الممتع مشاهدة تفاصيل المباريات وتخطيط المدربين في السلسلة، الأمريكان فعلاً لديهم إبداع مذهل في هذا المجال.






ما رأيك؟
إظهار التعليقات / اترك تعليقًا