نعلم جميعًا أن الاستلهام أو التغذية البصرية تعد من العناصر الأساسية في مجالات مثل التصميم، الرسم، الكتابة، الخط وغيرها من الأعمال الإبداعية. إنها أحد الأدوات الحيوية التي تساهم في تعلمنا وتطورنا كمبدعين، لذلك من المهم أن نتعرف على دورها في إلهامنا وتحفيزنا على الإبداع.
ما هو الاستلهام؟
الاستلهام يشبه إلى حد كبير الغذاء لعقولنا، فهو تغذية بصرية تساعدنا على إنتاج أفكار جديدة. على سبيل المثال، عندما أبدأ في تصميم شعار جديد، أول ما أفعله بعد فهم متطلبات العميل هو البحث عن أعمال مشابهة في المجال أو الأسلوب الذي سأعمل عليه. هذا يساعدني على تكوين صورة ذهنية للعمل الذي أريد أن أقدمه. قد تكون هذه الصورة مستوحاة من أعمال سابقة، لكنها ستكون مليئة بلمسات جديدة مبتكرة. على سبيل المثال، غالبًا ما تتبع شعارات شركات السيارات شكلًا دائريًا أو بيضاويًا، وهذا الشكل قد أصبح مألوفًا في السوق، ولكن من خلال البحث، أستطيع تكوين فكرة مبتكرة تواكب هذا الأسلوب ولكن بملامح جديدة.
هل الاستلهام مهم؟
قد يتبادر إلى ذهنك السؤال عن مدى أهمية الاستلهام والتغذية البصرية، والإجابة ستكون بلا شك نعم، الاستلهام مهم لكل من يعمل في المجال الإبداعي، سواء كنت محترفًا، مبتدئًا، أو حتى في مرحلة متوسطة من الخبرة. ومع ذلك، من المهم أن نحرص على ألا نقع في فخ النسخ.
التقليد وأخلاقياته
في الواقع، التقليد أيضًا له أهميته، ولكن يجب أن نلتزم ببعض القواعد الأخلاقية عندما نلجأ إليه. أولًا، من المهم أن نتذكر أن جميع حقوق العمل الأصلي تبقى لصاحبه، ولا يجوز لنا أن ننسب العمل لأنفسنا أو نعرضه في معرض أعمالنا، خصوصًا في الأعمال الإبداعية التي تكون الفكرة فيها هي الأساس. ثانيًا، يجب أن نذكر العمل الذي قمنا بتقليده، سواء بإضافة رابط للعمل أو صورة له، أو أي طريقة أخرى. ثالثًا، يجب أن نفهم أن التقليد هو مجرد وسيلة للتعلم وتنمية المهارات، وليس من الأخلاقي أن ننسب العمل أو الفكرة لأنفسنا، حيث يمكن أن نضر أنفسنا قبل أن نضر صاحب العمل الأصلي.
لماذا التقليد مهم؟
التقليد له أهمية خاصة بالنسبة للمبتدئين والمتدربين، حيث يتيح لهم التعرف على الأساليب المختلفة والتقنيات المتنوعة التي يستخدمها المبدعون. على غرار تعلم السباحة، حيث يتعلم الشخص برفقة مدرب يعرف التحديات التي قد تواجهه لأنه مر بها، يبقى المدرب معك حتى تتقن المهارة. وبعد ذلك، عندما تبدأ السباحة في بيئات مختلفة عن تلك التي تدربت فيها، ستواجه تحديات جديدة. نفس الأمر ينطبق على الفن. أذكر عندما كنت أقلّد شعارات الشركات العالمية، ومع مرور الوقت، بدأت أتمكن تدريجيًا من تطبيق أساليب متنوعة حتى أصبح لدي أسلوب خاص بي، وأنا ما زلت في بداية الطريق.
الزبدة؟
في مرحلة التعلم، نضع الأساسات التي سنبني عليها مستقبلاً. ما نفكر فيه الآن وما نعمل عليه هو ما سيحدد توجهاتنا في المستقبل، لذا من المهم أن نولي هذه الفترة اهتمامًا خاصًا.
ما رأيك؟
إظهار التعليقات / اترك تعليقًا